روي اسماعيل بن محمد عن ابيه عن جده رضي الله عنهم اجمعين.ان رجلا اتي النبي صلي الله عليه وسلم فقال يارسول الله اوصني وأوجز فقال:عليك باليأس مما في ايدي الناس
فإنه الغني،وإياك والطمع
فإنه الفقر الحاضر
وصلِ صلاتك وانت
مودع،وإياك
ومايعتذر
منه..
رواه الحاكم و البيهقي
في كتاب الزهد
هذا الرجل الموفق الذي قال لرسول الله صلي الله عليه وسلم:اوصني فقال له ولجميع احبابه الذين يرجو لهم العزه والكرامة بين الناس حتي يتحقق الايمان فيهم كما جاء في قوله تعالي :"ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين"8المنافقون
عليكي باليأس مما في ايدي الناس فإنه الغني اي اذا اردت ان تكون غنيا عن الناس لا تمدن عينيك الي ما في ايديهم من حطام او طعام ..لان الناس عادة لا يحبون غير الذي لا ينازعهم في ما في ايديهم،وقد اكد هذا المعني الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم في حديث شريف:-عن العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال:جاء رجل الي النبي صلي الله عليه وسلم فقال:يارسول الله دلني علي عمل اذا عملته احبني الله واحبني الناس ..فقال صلي الله عليه وسلم:"ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس"
ويقول احدهم :
كن زاهداً فيما حوت ايدي الوري ...تضحي الي كل الانام حبيباً
قد روي الترمذي عن عبدالله قال:قال رسول الله صلي الله عليه وسلم"سلوا الله من فضله فإنه يحب ان يسأل،وافضل العباده انتظار الفرج"
روي ان حاتم الاصم قال لأولاده:إني اريد الحج فبكوا وقالوا إلي من تكلنا؟وكان له بنت فقالت دعوه يذهب فليس برازق فخرج فباتوا جياعاً فجعلوا يوبخون تلك البنت فقالت :اللهم لا تخجلني بينهم ،فمر بهم امير البلد،فقال لبعض اصحابه:اطلب لي ماء فناوله اهل حاتم "كوزاً "جديداً وماءً بارد فشرب فقال :دار من هذه ؟فقالوا: دار حاتم الاصم فرمي فيها منطقه من ذهب وقال :من احبني وافقني،فرمي العسكر كلهم ما معهم من المال في هذا الاناء، فجعلت البنت تبكي فقالت امها مايبكيك وقد وسع الله علينا؟فقالت لان مخلوقاًنظرإلينا فاستغنينا ..فكيف لو نظر الخالق إلينا!؟
إياك والطمع فإنه الفقر الحاضر:حسبك هذا المعني الكبير الذي اشار إليه الرسول صلي الله عليه وسلم وهو الذي لا ينطق عن الهوي..وذلك لان الانسان إذا ابتلي بداء الطمع لا يشبع ابدا مهما اعطاه الله تعالي من خيرات، وعلاج هذا الداء الوبيل هو الرضا بالقليل ومحاربة هذه الشهوات التي ترجو المزيد من حطام الدنيا.
قال بن مسعود:ما من يوم الا وملك ينادي:يابن ادم قليل يكفيك خير من كثير يطغيك.
وهكذا نري انه لاعزه الا في القناعه، وانه اذا تربع الطمع علي قلب العبد الغافل كان سببا في هلاكه وحرمانه من السعاده في الدارين.
وصلي صلاتك وانت مودع:يجب ان يكون هناك استعداد للقاء الله في كل لحظه وذلك حتي يظل مراقباً لله سبحانه وتعالي ومقدما لنفسه اطيب الاعمال الي ان يموت قرير العين دون غفله او نسيان.
قال ابو الدرداء رضي الله عنه:اذا ذكرت الموتي فعد نفسك كاحدهم.
وتذكر دائما وابدا قول الله تبارك وتعالي لنبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم"إنك ميت وإنهم ميتون"
وإياك وما يعتذر منه:فالمراد ان يكون الانسان حكيمافي كل تصرفاته الفعليه والقوليه بحيث الا يقول قولا ولا يتصرف تصرفا مع غيره الا بعد دراسه وتفكير فمن نظر ف العواقب سلم من النوائب ومن اسرع في الجواب اخطأ في الصواب،ومن ركب العجل ادركه الذلل،ومن ضعفت ارائه قويت اعدائه.
واخيراً
تزود من التقوي فإنك لا تدري ...إذا جن ليل هل تعيش الي الفجر
فكم من صحيح مات بغير علةٌ ...وكم من عليل عاش حيناً من الدهر
وكم من صغار يرتجي طول عمرهم...وقد دخلت اجسادهم ظلمة القبر
وكم من فتي يمسي ويصبح ساهياً...وقد نسجت اكفانه وهو لا يدري
وكم من عروس زينوها لزوجها ...وقد قُبضت ارواحهم ليلة القدر